سعد المعطش
سعد المعطش
-A +A
سلطان بن بندر (جدة) SultanBinBandar@
يعرفه الكثيرون من طريقة نسفه لـ«الشماغ»، وصوته الجهور، سعد المعطش الرجل الذي يحب أن يلقى الناس بطبيعته، وتملأ وجهه ابتسامة لا تفارقه، مزّاحاً في «تويتر»، وساخراً حتى في كتابته بـ«الرماح». شاعرٌ مع وقف التنفيذ، ووطني حتى في «ديوانيته» التي أسماها «ديوان الوحدة الوطنية»، رحل عن عالمنا فجأة كدخوله لقلب كل من اقترب منه منذ أول لحظة للقائه.

وعلى الرغم من مرور أول «أحد» يفتح فيه ديوان الوحدة الوطنية بابه دون حجر الزاوية فيه، إلا أن هاتف المعطش المتوفى فجر الخميس الماضي، لم يتوقف عن إرسال رسائل الدعوة لديوانه، الذي طالما رحب فيه بـ«الحلوين والجياكر» على حد سواء والذين كثيراً ما فتح لهم سعد ديوانه كل أحد، وقلبه طوال الأسبوع.


صحافي يكتب بـ«الرماح» وشاعر مع وقف التنفيذ، وجد ضالته في «الصحافة»، بعدما فشل في الزراعة والتجارة والوظيفة، إلا أن الشعر عامل الجذب الذي وجده كثير من الشعراء في سعد المعطش، إضافة إلى تذوقه الفريد للشعر وإجادة كتابة لـ«الزهيرات»، التي نشر أول مقطع زهيري له في العام 1984، كانت سبباً لأن تتاح لهم الفرصة للقاء «أبو صالح» والاقتراب من الرجل الذي يتنفس التبغ «غليوناً»، ولا يحب أن يغلق قبّة ثوبه.

35 عاماً في بلاط صاحبة الجلالة كانت كافية بأن يعرف غالبية صحفيي الخليج سعد المعطش، الذي حطت رحاله في «الأنباء الكويتية» في العام 2012، إضافة إلى سجل حافل من الأعمال الصحفية، يداعب فيها السياسة والشعر والفن، معداً وكاتباً في أحيان كثيرة.

ويبدو أن الشاعر البدوي الذي كثيراً ما صرح بحبّه لـ«الخميعة»، وتتلمذه على يد «أحمد مطر»، وعشقه لقصائد «مظفر النوّاب» الذي يختلف معه في سبّه للخليجيين، قال في آخر ظهور إعلامي له إنه يمتلك الشجاعة الكافية كي يعتذر لمن أخطأ عليه.

تأبين سعد المعطش كان لافتاً للانتباه في تويتر، كتواجده في الشريط الزمني الذي ضج بصور الصحفي والإنسان الذي ملأ الدنيا شعراً وصحافة وعروبة، ورحل تاركاً للكثيرين ذكرى سعيدة معه، وصوتاً لضحكة لم تفارقه، أو قصة حملها صوته الأجش بقيت عالقة في الذهن كابتسامته التي لم تفارقه يوماً.